لم أعد أحتمل
السرطان : رحلتي مع الصبر و الايمان
الإثنين 30 يناير 2012 - 10:31
لم أعد أحتمل
الإثنين 30 يناير 2012 - 10:31
عندما أجريت الحصة الثالثة من العلاج الكيميائي، أحسست بحدة الآثار الجانبية أكثر من المرات السابقة. وطالت المدة التي عانيت فيها من هذه الآثار ووصل بي الأمر إلى أن قلت في نفسي: لن أستطيع إجراء الحصة الرابعة وسأخبر الطبيب بذلك.
ومع علمي التام بأن العلاج الكيميائي مرحلة لابد منها في علاجي ويقيني أنه من باب الأخذ بالأسباب علي إتباع العلاج الذي يصفه الطبيب إلا أن كل خلية في جسدي كانت تصيح: لم أعد أحتمل، لم أعد أحتمل، لم أعد أحتمل.
وأمضيت أياما على هذه الحال... إلى أن سمعت صوتا داخليا يقول لي: وهل في المرات السابقة، أنت التي استطعت تحمل الآثار الجانبية للعلاج أم أن الله القادر على كل شيء هو الذي أعانك وأعطاك القوة والقدرة على التحمل؟
فما أنا إلا مخلوقة ضعيفة وإذا اعتمدت على قوتي فسأضيع لأن قوتي جد محدودة أما إذا لجأت إلى الله وتوكلت على الله حق التوكل واعتمدت على قدرة الله اللامتناهية فسأنجو لأن الله سبحانه وتعالى سيقويني لأنه القوي، سيرحمني لأنه أرحم الراحمين، سيوفقني في الأخد بالأسباب كأن يرشدني إلى الطبيب المتفوق وييسر لي العلاج، سيمنحني الصبر، سيرعاني، سيشفيني لأنه الشافي.
وهنا تذكرت قصة نبي الله أيوب كيف ابتلي بالضر أشد الابتلاء ولكنه مع كل ذلك لم يشتك، لم يتبرم، لم يقل: لم أعد أحتمل، لم أعد أحتمل، لم أعد أحتمل. بل توجه إلى ربه بكامل الأدب كما يقول تعالى: "وأيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين" (سورة الأنبياء، آية83). من قمة أدبه مع الله عز وجل، لم يطلب الشفاء مباشرة ورفع البلاء عنه بل ترك الأمر كله إلى الله فهو أرحم الراحمين. فيستجيب له ربه: "فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر، واتيناه أهله ومثلهم معهم رحمة من عندنا وذكرى للعابدين" (سورة الأنبياء، آية 84). فرفع الله عنه الضر في بدنه ورفع عنه الضر في أهله.
كما أتذكر أيضا قصة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وما تعرض له من ابتلاء بتكذيب قريش له وما ناله من الأذى فخرج إلى الطائف يلتمس النصرة ويدعوهم الى الله فلم يجيبوه الى ذلك وسبه سفهائهم وجعلوا يرمونه بالحجارة حتى أن رجليه الشريفتين لتدميان. ماذا قال النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الموقف؟ هل قال: لم أعد أحتمل، لم أعد أحتمل، لم أعد أحتمل ؟ هل استسلم؟ هل تخلى عن رسالته؟
بلى. بل ناجى ربه الكريم قائلا: "اللهم إليك أشكو ضعف قوتي، وقلة حيلتي، وهواني على الناس، يا أرحم الراحمين، أنت رب المستضعفين وأنت ربي، إلى من تكلني؟ إلى بعيد يتجهمني، أم إلى عدو ملكته أمري؟ ان لم يكن بك علي غضب فلا أبالي، ولكن عافيتك أوسع لي. أعوذ بنور وجهك التي أشرقت له الظلمات، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة، من أن تنزل بي غضبك أو يحل علي سخطك، لك العتبى حتى ترضى ولا حول ولا قوة إلا بك".
وقفت مبهورة أمام أدب النبي مع ربه وأمام هذا السلوك الذي يعطينا درسا عظيما في الصبر على المحن والمصائب. وكلنا يعلم أنه بعد حادث الطائف، جاءت قصة الجن الذين استمعوا للنبي (ص) وآمنوا به وقصة الإسراء والمعراج.
اللهم علمني أدب الأنبياء في التعامل مع البلاء.
اللهم اجعلني من عبادك الصابرين "الذين اذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون، أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون" (سورة البقرة،آيات156-157).
اللهم ارزقني نعمة الرضا.
كان عطاء الله الخراساني لا يقوم من مجلسه حتى يقول:"اللهم هب لنا يقينا بك حتى تهون علينا مصيبات الدنيا وحتى نعلم أنه لا يصيبنا إلا ما كتب لنا ولا يأتينا من هذا الرزق إلا ما قسمت به".
التعليقات
Bouchra
الجمعة 22 يونيو 2012 - 15:21Allahoumma Amine. Allahouma 3allimna ma yan'fa3ouna wa naffi3na bima 3allam'tana wa zidna 3ilma
Dating for everyone. Just do it! Follow this link: http://bit.do/fKfvU?h=390220bb903e015b29420d561a8a7692&
أضف تعليقك