
اهداء
الجمعة 21 أكتوبر 2011 - 18:37
إلى أمي الملاك التي لم أحتمل رؤية دموعها وأنا أخبرها أني مصابة بدا...
أصيب ز وج إحدى صديقاتي بالسرطان و قد اكتشفه في مراحل متقدمة. عملت صديقتي كل ما في وسعها لمساعدة زوجها على تلقي العلاج اللازم و توفير كل ظروف الراحة لزوجها المريض. لكن السرطان وصل مراحل متقدمة و لم يستطع الدواء أن يوقفه و توفي الزوج. دفنت صديقتي زوجها ودفنت معه مشروع حياة بناها سويا.
قالت لي مرة و صوتها يملأه الحزن و الأسى و نبرة غضب: لماذا خطف الموت زوجي و قد كان رجلا طيبا بينما هناك الآلاف من الناس الأشرار يصولون و يجولون بدون عقاب من الله؟
الحقيقة أني لم أستطع أن أجيبها على سؤالها، ببساطة لأن صديقتي مسيحية، و ليست لدي أي فكرة عن نظرة المسيحية للمرض، و لم تكن الأرض ممهدة للخوض في حديث عن رؤيتي للمرض من خلال ما فهمته من قراءتي لبعض الكتب الدينية أو ما سمعته من بعض العلماء... اكتفيت بأن أنصت لها و أبديت تعاطفي الكبير معها. و كانت فرصة أنني أدركت للمرة الألف كم هي نعمة عظيمة أن تكون مسلما. و حمدت الله من أعماق قلبي على هذه النعمة. بل أعترف أني عاجزة عن شكر الله تعالى على هذه النعمة العظيمة. فأن تكون مسلما هذا يغنيك عن طرح كثير من الأسئلة مثل: لماذا أنا؟ و ماذا فعلت في حياتي حتى أصاب بهذا المرض الخبيث؟ هل أستحق ما يحدث لي؟ هل هذا المرض عقاب لي من الله؟إلى غير ذلك من الأسئلة المتعبة و التي لن تجد لها في رأيي جوابا مقنعا إذا لم تكن مسلما، و تؤمن أنه في هذه الحياة الدنيا هناك شيئ اسمه البلاء أو الإبتلاء.
فعندما أخبرني الطبيب أني مصابة بالسرطان، اعتبرت الأمر ابتلاء من الله سبحانه و تعالى و انتهى الأمر. و لم أدخل في دوامة تلك الأسئلة المتعبة. بل اعتبرت هذا الابتلاء فرصة كبيرة لعل الله سبحانه و تعالى يكفر بها خطاياي. يقول الرسول صلى الله عليه و سلم: "ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه "ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه". أو قد يكون مرضي هذا فرصة ليرفع الله به درجتي. يقول الرسول صلى الله عليه و سلم: " ما من مسلم يشاك شوكة فما فوقها إلا كتبت له بها درجة و محيت عنه بها خطيئة". و أعترف أن مرضي هذا فتح لي باب الذل و الانكسار بين يدي الله.
فاللهم لك الحمد على نعمة الاسلام، و لك الحمد على نعمة الايمان، و لك الحمد على نعمة القرآن، و لك الحمد على نعمة الصحة،و لك الحمد على نعمة الأهل و المال.
اللهم لك الحمد حتى ترضى، و لك الحمد إذا رضيت، و لك الحمد بعد الرضا.
اللهم لك الحمدأنت قيوم السماوات و الأرض و من فيهن، و لك الحمد أنت نور السماوات و الأرض و من فيهن، و لك الحمد أنت ملك السماوات و الأرض.
اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك و عظيم سلطانك.
اللهم لك الحمد كله، و لك الملك كله، بيدك الخير كله،إليك يرجع الأمر كله علانيته و سره، فأهل أن تحمد إنك على كل شيئ قدير.
اللهم اغفر لي جميع ما مضى من ذنبي، و اعصمني في ما بقي من عمري، و ارزقني عملا زاكيا ترضى به عني.
التعليقات
Guest
الجمعة 24 يناير 2014 - 10:04الحمد لله على كل حال ونعوذ بالله من حال أهل النار
Guest
الجمعة 24 يناير 2014 - 10:11السلام عليك اختي راضية، و اشكرك على هذ المقال الجميل و المؤثر في الحقيقة. ولقد جعلني هذا المقال افكر في حديث اجريته مؤخرا مع امراة غير مسلمة ايضا ليست صديقتي لكن كانت اول مرة اتعرف عليها، و كانت امراة تبدو ايجابية جدا تعمل و تدرس في نفس الوقت و انفصلت عن زوجها مما جعلها تمر باوقات صعبة جدا، لكنها في الأخير قررت ان تستأنف الحياة، حتى انها كانت تساعد امراة اخرى مسلمة كانت تمر ببعض الوساوس ايضا نتيجة طلاقها. واثناء حديثها اثار انتباهي انها تبتسم كثيرا و تحكي امور صعبة لكن ببساطة شديدة و تعترف ان رغم ايجابيتها و قوتها تشعر احيانا بالضعف، بسبب افتقارها الى حضن دافئ تاوي اليه، و هي تعني بذلك رجلا، الا انها خلال الحديث كله لم تذكر الله و لو مرة واحدة، لا عندما كانت تتحدث عن المشاكل و لا عندما كانت تتحدث عن الأمال و هذا جعلني اتساءل فعلا كيف يستطيع ان يستمر المرء في هذه الحياة و يتحمل صعوباتها و خيبات الأمل و المرض و فراق الأحبة والحرمان و ليس له رب رحيم يلجا اليه يشكي اليه ضعفه و عجزه و قلة حيلته، و انا مثلك تماما استمعت اليها و دعوت الله ان يهديها و يعينها.
أضف تعليقك