ما قيمة ما نفقده

الجمعة 25 نوفمبر 2011 - 12:22

عز في نفسي ما أنا فيه: ورم خبيث عليَّ استئصاله، وعلاج طويل عليَّ متابعته. وتأثرت لذلك بل وأتأثر كل ما فكرت في الأمر.

فكرت مرة أن أقارن بين ما سأفقد وبين النعم الأخرى التي وهبها الله تعالى لي. فوجدت نعما كثيرة لا تُعَدُّ ولا تحصى: نعمة العقل، نعمة البصر، نعمة السمع، نعمة الشم، نعمة الذوق، نعمة الجلد، نعمة التنفس، نعمة عمل القلب بانتظام، نعمة المعدة، نعمة الكبد، نعمة الكلي، نعمة الأمعاء، نعمة العظام، نعمة الدم، نعمة الأعصاب،.... نعمة الدِّين، نعمة الوالدين، نعمة الإخوة، نعمة العائلة، نعمة الصديقات، نعمة القدرة على القراءة والكتابة، ... قال الله سبحانه وتعالى: "وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها".

ثم توقفت لحظة عند نعمة البصر، وأغمضت عيني لثوانٍ، وتخيلت أني فاقدة للبصر: بدا لي صعبا جدا ألا أبصر والديَّ، ولا أرى الناس ولا تعابير وجوههم، ولا الألوان، ولا البحر، ولا شروق الشمس وغروبها، وألا أستطيع التعامل مع الحاسوب، ولا رؤية طبق الكسكس الجميل، أو السمك اللذيذ اللذان تعدهما أمي...  فتحت عيني، وحمدت الله كثيرا لأنه أنعم علي بنعمة ثمينة ألا وهي نعمة البصر. وتذكرت ما روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" إن الله عز وجل قال: إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه فصبر، عوضته منهما الجنة " . ويقصد بحبيبتيه عينيه. ...أذكر مرة أني شاهدت برنامجا يتحدث عن المكفوفين، فسئل أحدهم: ما هي أغلى أمانيك؟ فأجاب أن يمنحني الله كذا ثانية أرى فيهما زوجتي وابنتي! لم يطلب أن يرد إليه بصره بل طلب ثواني معدودة فقط ويا لها من ثوانٍ غالية!!!

ثم توقفت لحظة أخرى عند نعمة الحركة: كيف أستطيع تحريك يدي ورجلي كما أريد، في كل اتجاه، بأي سرعة أريد ومتى أريد. وتذكرت شخصا آخر أصابه شلل شبه تام، فسألوه عن أغلى متمنياته، فأجابهم أن له أمنيتين:

  • الأمنية الأولى: أن يستطيع السجود لله تعالى في الصلاة،
  • الأمنية الثانية: أن يستطيع قلب أوراق القرآن الكريم عند القراءة.

لم يطلب الحركة كأي إنسان عادي، بل طلب لو يتمكن من القيام بحركتين فقط، وما أغلاهما من حركتين!!!

فقيمة ما نفقده من نعمة مرتبطة بقيمة ما تبقى لنا من نعم أخرى، و قيمة ما فَقَدْتُهُ لا يساوي شيئا مقارنة بما تبقى لي من النعم... وما دام في الجسم عقلٌ يفكر وقلبٌ ينبض، فعلينا استعمال كل نعمة وهبنا الله إياها الاستعمال الأصح، واغتنام كل ثانية في السير إلى الله ولو حبواً!!!


قال أحد السلف:"سيروا إلى الله عرجا ومكاسيرا، ولاتنتظروا الصحة فإن انتظار الصحة بطالة".

التعليقات

Bouchra
الجمعة 22 يونيو 2012 - 15:09

Allah ma3ak...

أضف تعليقك

من نحن

Logo

نا راضية.نعم، راضية بقضاء الله و قدره. ففي يونيو 2011، أصبت بمرض السرطان. ولقد حاولت في من هذا المرضأنا راضية.نعم، راضية بقضاء الله و قدره. ففي يونيو 2011، أصبت بمرض السرطان. ولقد حاولت في من هذا المرض أنا راضية.نعم، راضية بقضاء الله و قدره. ففي يونيو 2011، أصبت بمرض السرطان. ولقد حاولت في من هذا المرضأنا راضية.نعم، راضية بقضاء الله و قدره. ففي يونيو 2011، أصبت بمرض السرطان. ولقد حاولت في من هذا المرضأنا راضية.نعم، راضية بقضاء الله و قدره. ففي يونيو 2011، أصبت بمرض السرطان. ولقد حاولت في من هذا المرض أنا راضية.نعم، راضية بقضاء الله و قدره. ففي يونيو 2011، أصبت بمرض السرطان. ولقد حاولت في من هذا المرض

أنا راضية.نعم، راضية بقضاء الله و قدره. ففي يونيو 2011، أصبت بمرض السرطان. ولقد حاولت في من هذا المرضأنا راضية.نعم، راضية بقضاء الله و قدره. ففي يونيو 2011، أصبت بمرض السرطان. ولقد حاولت في من هذا المرض أنا راضية.نعم، راضية بقضاء الله و قدره. ففي يونيو 2011، أصبت بمرض السرطان. ولقد حاولت في من هذا المرضأنا راضية.نعم، راضية بقضاء الله و قدره. ففي يونيو 2011، أصبت بمرض السرطان. ولقد حاولت في من هذا المرضأنا راضية.نعم، راضية بقضاء الله و قدره. ففي يونيو 2011، أصبت بمرض السرطان. ولقد حاولت في من هذا المرض أنا راضية.نعم، راضية بقضاء الله و قدره. ففي يونيو 2011، أصبت بمرض السرطان. ولقد حاولت في من هذا المرضأنا راضية.نعم، راضية بقضاء الله و قدره. ففي يونيو 2011، أصبت بمرض السرطان. ولقد حاولت في من هذا المرضأنا راضية.نعم، راضية بقضاء الله و قدره. ففي يونيو 2011، أصبت بمرض السرطان. ولقد حاولت في من هذا المرض أنا راضية.نعم، راضية بقضاء الله و قدره. ففي يونيو 2011، أصبت بمرض السرطان. ولقد حاولت في من هذا المرضأنا راضية.نعم

، راضية بقضاء الله و قدره. ففي يونيو 2011، أصبت بمرض السرطان. ولقد حاولت في من هذا المرضأنا راضية.نعم، راضية بقضاء الله و قدره. ففي يونيو 2011، أصبت بمرض السرطان. ولقد حاولت في من هذا المرض أنا راضية.نعم، راضية بقضاء الله و قدره. ففي يونيو 2011، أصبت بمرض السرطان. ولقد

تواصل معنا

contact@khawater.net