هي مجموعة أسلحة وقفت عليها في الكتاب و السنة فتمسكت بها في رحلة علاجي من السرطان تمسك الغريق بقطعة خشب لعله يصل الى بر الأمان.
السلاح الأول: لعل أهم سلاح يملكه المؤمن المريض هو الإيمان بالله و اليقين التام في أن الشفاء هو من عند الله.نعم، على المريض أن يأخذ بكل الأسباب و يتبع بدقة متناهية كل ما يصفه الطبيب من أنواع العلاج. لكن أن يتوكل المريض على الأسباب من طبيب و دواء و كأنها كل شيء يعتبر شركا. فالقلب يجب أن يتعلق بالله وحده، و التوكل يجب أن يكون على الله وحده لأنه تعالى يقول:" و إن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو". و يقول أيضا:"و من يتوكل على الله فهو حسبه". و يقول تعالى في الحديث القدسي :"أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما يشاء". إذن فلتظن أن الله سيشفيك و سيشفيك بإذنه تعالى.
السلاح الثاني: إنه القرآن. إذ يقول الله سبحانه و تعالى:"و ننزل من القرآن ما هو شفاء و رحمة للمومنين". و يتحدث السيد عبد الدائم الكحيل (باحث في إعجاز القرآن و السنة) عن علم العلاج بالصوت. و يقول في بحث نشره على الأنترنت أن العلماء اكتشفوا أن الصوت يؤثر على الخلايا و بخاصة خلايا السرطان. و القرآن هو أفضل صوت يمكن أن نؤثر به على الخلايا.و بما أن الله تعالى أخبرنا أن القرآن شفاء فهذا يعني أنه يحمل البيانات و البرامج الكافية لعلاج الخلايا المتضررة في الجسم.
شخصيا، و جدت عددا من الكتيبات تطرح آيات محددة للعلاج من السرطان. لكني للأسف، لم أقف على أي دراسة علمية تثبت أن هناك آيات محددة لعلاج السرطان. أمام هذا الوضع، و بما أن الله تعالى أخبرنا بأنه ينزل من القرآن ما هو شفاء و رحمة للمومنين، فقد اتخذت القرارين التاليين:
القرار الأول: أن أعمل ما في وسعي لكي أكون في دائرة المومنين و أن أرتقي بإيماني باستمرار.
القرار الثاني: أن أقرأ القرآن، كل القرآن بنية الشفاء.
السلاح الثالث: إنه الدعاء في كل وقت و حين. يقول تعالى:"و إذا سألك عبادي عني فإني قريب. أجيب دعوة الداعي إذا دعان. فليستجيبوا لي و ليومنوا بي لعلهم يرشدون". إذن، فليكثر المؤمن المريض من الدعاء و ليتحين أوقات استجابة الدعاء و هي كثيرة: فليدع عند كل سجود. يقول الرسول صلى الله عليه و سلم: "أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فأكثروا الدعاء". و ليدع بين الأذان و الإقامة.يقول الرسول صلى الله عليه و سلم: "إن الدعاء لا يرد بين الأذان والإقامة فادعوا". و ليدع في الثلث الأخير من الليل. يقول الرسول صلى الله عليه و سلم: "ينزل ربنا تبارك و تعالى إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر، فيقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له". و ليستغل ساعة استجابة الدعاء يوم الجمعة. يقول الرسول صلى الله عليه و سلم: "في يوم الجمعة ساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو قائم يصلي يسأل الله خيرا إلا أعطاه". إذن، فالدعاء أحد أسلحة المومن القوية. فادع الله و لا تمل من الدعاء. ادع الله بتضرع و ذل و انكسار. ادع الله بخوف و رجاء. ادع الله و أنت واثق من الإستجابة. ادع الله ولا تتعجل استجابة دعائك.يقول الرسول صلى الله عليه و سلم: " يستجاب لأحدكم ما لم يعجل، يقول: دعوت فلم يستجب لي".
السلاح الرابع: قيام الليل. إنه سلاح خفي لم أكن ألقي له بالا حتى قرأت حديث الرسول صلى الله عليه و سلم: " عليكم بقيام الليل. فإنه دأب الصالحين قبلكم. وإن قيام الليل قربة إلى الله، و منهاة عن الإثم، و تكفير للسيئات، و مطردة للداء من الجسد". نعم، إن قيام الليل مطردة للداء من الجسد. إذن، فليجاهد المؤمن المريض نفسه على قيام الليل و ليصل و لو ركعتين قيام ليل لما في ذلك من الخير الكثير.
السلاح الخامس: الرقية الشرعية. تعتبر الرقية الشرعية من وسائل العلاج. و يفضل أن ترقي نفسك بنفسك و لا تطلبها من غيرك، لأنك عندما تطلبها من غيرك فإن القلب يصبح متعلقا بهذا الشخص. بينما يجب على القلب أن يكون متعلقا بالله وحده.
ووردت في الرقية الشرعية صيغ كثيرة من الكتاب و السنة أذكر منها:
الرقية الأولى: الرقية بقراءة الفاتحة. عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال:" كنا في مسير لنا، فنزلنا، فجاءت جارية فقالت : إن سيد الحي سليم، وإن نفرنا غيب، فهل منكم راق؟ فقام معها رجل ما كنا نأبنه برقية، فرقاه فبرأ، فأمر له بثلاثين شاة وسقانا لبنا. فلما رجع قلنا له: أكنت تحسن رقية أو كنت ترقي؟قال: لا.ما رقيت إلا بأم الكتاب. قلنا: لا تحدثوا شيئا حتى نأتي و نسأل النبي صلى الله عليه وسلم.فلما قدمنا المدينة ذكرناه للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: وما كان يدريه أنها رقية؟ اقسموا واضربوا لي بسهم".
الرقية الثانية: الرقية بالمعوذتين. عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوذات و ينفث، فلما اشتد وجعه كنت أقرأ عليه و أمسح بيده رجاء بركتها.
الرقية الثالثة: من السنة. و هي أحاديث كثيرة تخص ما يقوله المريض لنفسه و ما يقوله أيضا الشخص الذي يزور المريض و قد ذكرت بعضا منها في مقال بعنوان :"مرضت فلم تعدني".
السلاح السادس: الدعاء بالصالح من الأعمال. فكثير منا يعرف قصة الثلاثة الذين أواهم المبيت إلى غار، فدخلوه، فانحدرت صخرة فسدت عليهم الغار. فقالوا: إنه و الله لا ينجيكم من هذه الصخرة إلا أن تدعوا الله بصالح أعمالكم. فدعا كل واحد منهم بالصالح من أعماله فانفرجت الصخرة فخرجوا من الغار يمشون. شخصيا، قرأت هذه القصة مرات كثيرة كأني أقرأ قصة أعجبتني و انتهى الأمر. لكن عندما أصبت بالسرطان ، و في قمة اضطراري و ذلي و انكساري بين يدي الله، و في قمة يقيني بأن لا ملجأ من الله إلا إليه، أعطتني هذه القصة سلاحا آخر أدعو به الله تعالى ألا و هو العمل الصالح. فوجدتني أبحث في ملفات حياتي عن عمل صالح أتوجه به إلى الله عز و جل قائلة:" اللهم فإن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك، فافرج عني ما أنا فيه".
السلاح السابع: أن تكون في حاجة أخيك. يقول الرسول صلى الله عليه و سلم :" . . و من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته. .". و أنت أيها المؤمن المريض كم بحاجة إلى أن يكون الله في حاجتك، فلا تتردد في أن تسعى في حاجة الناس.
السلاح الثامن: العلاج بالعسل و الحبة السوداء و ماء زمزم و الحجامة
يقول الله عز و جل عن العسل:" يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس. إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون". (سورة النحل، الآية 68).
و يقول الرسول الله صلى الله عليه و سلم:" الشفاء في ثلاث: في شرطة محجم، أو شربة عسل، أو كية بنار، و أنا أنهى أمتي عن الكي".
و يقول عليه الصلاة و السلام في العلاج ب الحبة السوداء:" إن في الحبة السوداء شفاء من كل داء إلا السام". و السام هو الموت.
و يقول صلى الله عليه و سلم في ماء زمزم:" إنها مباركة. إنها طعام طعم و شفاء سقم". كما يقول أيضا:" ماء زمزم لما شرب له".
و يا حبذا لو أجريت دراسات علمية على علاج السرطان بالعسل و الحبة السوداء و ماء زمزم و الحجامة.
السلاح التاسع: الصدقة. إذ يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "داووا مرضاكم بالصدقة".
أضف تعليقك
اهداء
الجمعة 21 أكتوبر 2011 - 18:37
إلى أمي الملاك التي لم أحتمل رؤية دموعها وأنا أخبرها أني مصابة بدا...