أشواك
السرطان : رحلتي مع الصبر و الايمان
الجمعة 25 نوفمبر 2011 - 12:27
أشواك
الجمعة 25 نوفمبر 2011 - 12:27
قال رسول الله(ص) :"ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم, حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه."والوصب أي المرض.
وهنا, أود الحديث عن العلاج الكيميائي الذي يشكل مرحلة مهمة من مراحل العلاج. انه عبارة عن سم يقتل بالأخص الخلايا التي تتكاثر بسرعة يعني أولا الخلايا السرطانية ولكنه يصيب أيضا أعضاء وأجهزة أخرى: الأمعاء, جهاز المناعة, الشعر, الخ. انه علاج لابد منه يجب علي تحمله وتحمل أشواكه, أقصد آثاره الجانبية وأذكر منها:
الشوكة الأولى: الغثيان أو الرغبة المستمرة في الغثيان.
الشوكة الثانية: التعب الشديد.
الشوكة الثالثة: ضعف المناعة ونتيجة لذلك, يقدم لي الطبيب مجموعة من التعليمات التي علي احترامها وذلك لكي لا أحمل جسدي متاعب أخرى هو في غنى عنها.
الشوكة الرابعة: فقدان شهية الأكل؛ فمباشرة بعد الحصة الأولى للعلاج الكيميائي الذي أتبعه, لم أعد أستطيع الأكل كما كنت في السابق. لم أعد آكل لأني أريد الأكل ولكن لأنه علي أن آكل كي لا يضعف جسدي وكي أستطيع تحمل الدواء...
لقد تغير نظام تغذيتي فأصبحت آكل تقريبا نفس الوجبات كل يوم مع التركيز على الخضر والفواكه والحساء: "حمية" لم أكن لأستطيع تحملها في الأيام العادية, تقريبا نفس الأطباق كل يوم ولمدة عدة أسابيع !والمفاجأة الكبرى أني لم أمت!! أقول هذا لأننا في الأيام العادية, يرفض كثير من الناس أكل نفس الطبق يومين متتاليين أو حتى مرتين في الأسبوع!
... كل الأطباق الشهية التي أحبها لم تعد تسيل لعابي عندما أذكرها!!
...كم كنت أحب الحلويات التقليدية وكذلك العصرية! أما الآن, فلم أعد أرى فيها إلا كثلا من الذهنيات والسكريات وتناولها أصبح يعني بالنسبة لي أن "أقدم وجبة شهية" للخلايا السرطانية التي تنمو داخل جسدي!!!
كم هو مؤلم حقا أن تصبح قطعة حلوى, جميلة ولذيذة كنت أتمتع بأكلها, خطرا على صحتي. وقس على ذلك أشياء أخرى كثيرة!!
...في النهاية, أظن أن هدف فن الطبخ ليس إلا إمتاع العين بأشكال وألوان من الأطباق. أما المعدة, فإنها تحتاج إلى أقل من ذلك بكثير لكي يظل الجسد بصحة جيدة!
الشوكة الخامسة: تساقط الشعر: فبعد أسبوعين من الحصة الأولى للعلاج الكيميائي, بدأ تساقط الشعر. خلال أسبوع بالتحديد رأيت كل شعري قد تساقط ولم تبق إلا شعيرات معدودة متناثرة هنا وهناك.
أتذكر, أني قد زرت أحد الأطباء وأخبرته بالأمر ولكي يؤازرني قال لي: "هذا ليس مهما! فأنت دائما تخبئين شعرك تحت فولار!" أجبته:" نعم ولكن شعري مهم بالنسبة لي!!".
هناك من الناس من يظن أن المرأة المحجبة ليست بحاجة إلى شعرها. كان هذا أيضا رأي أحد أساتذتي الفرنسيين إذ كان يقول لنا:" إذا أرادت المرأة المحجبة أن لا تظهر شعرها فلتقصه!" هؤلاء الناس يعرفون أن شعر المرأة زينة لها لكنهم يغفلون عن أمر مهم في الإسلام ألا وهو أن المرأة لا يجوز لها إظهار زينتها إلا لمحارمها وزوجها. أقول هذا وأنا غير آسفة على شعري الذي تساقط بل وأطلب من الله سبحانه وتعالى أن يغفر لي بكل شعرة ذنبا عملته!
قال تعالى:" وان يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وان يردك بخير فلا راد لفضله. يصيب به من يشاء من عباده. وهو الغفور الرحيم 107" سورة يونس
أضف تعليقك
اهداء
الجمعة 21 أكتوبر 2011 - 18:37
إلى أمي الملاك التي لم أحتمل رؤية دموعها وأنا أخبرها أني مصابة بدا...