أرى وجوها شاحبة هزيلة, عيونها غائرة, تساقط شعر حواجبها. منهم من أخذته غفوة, ومنهم من يشاهد التلفاز, ومنهم من يحدق في الآخرين...أحس بما يحس به هؤلاء الناس فأنا أيضا أمر بنفس الظروف وأعاني من نفس المرض.
لكن وسط كل هؤلاء العيون, هناك عيون تلمع بالحياة ووجوه مشرقة تبتسم لي ألا وهي تلك الباقات من الأزهار الطبيعية التي يحرص شخص ما في المركز الذي أعالج فيه, على أن يضعها هنا وهناك. شخص سأشكره يوما ما على هذه الالتفاتة الجميلة واللبقة إزاء هذا المكان وهؤلاء المرضى. هذه الباقات التي تحمل لنا جمالا من الطبيعة وضوءا من الشمس وإبداعا من الخالق عز وجل.
... فما إن أدخل المركز حتى أجدني أبحث عن أزهار اليوم: ما نوعها, ما لونها, وكيف رتبوها في المزهرية. وما إن يقع نظري عليها حتى تنتزع مني ابتسامة خفية...
ابتسامة أبحث عنها في وجوه الممرضات اللواتي يجلن في الممرات. فما ان تبتسم لي إحداهن حتى أسارع بالرد عليها حتى أن إحداهن قالت لي يوما:"أنت ستشفين إن شاء الله لأنك تبتسمين." فصدقت كلامها!
يقول الرسول(ص):"تبسمك في وجه أخيك صدقة."
فأنا أؤمن بسحر الابتسامة وأقوى من ذلك سحر الكلام الايجابي في الرفع من الروح المعنوية للفرد بصفة عامة وللمريض بصفة خاصة...
لذلك شكرا أيتها الممرضة, عندما تبتسمين وأنت تستقبلينني!
شكرا أيها الطبيب عندما تبتسم وأنت تعالجني!
شكرا أيها الإداري, عندما تحرص, وأنت منهمك في تتبع السير السليم للعمل, أن تنثر زهورا هنا وهناك ولو اصطناعية!
أضف تعليقك
اهداء
الجمعة 21 أكتوبر 2011 - 18:37
إلى أمي الملاك التي لم أحتمل رؤية دموعها وأنا أخبرها أني مصابة بدا...