هي شابة في مقتبل العمر، أصابها سرطان الثدي و اضطرت الى استئصاله و ذلك لتفادي انتشار الداء في باقي أعضاء الجسد. و منذ ذلك اليوم، انقلبت حياتها رأسا على عقب.
أصبحت ترى نفسها امرأة ناقصة و أن لا أحد سيرغب في الزواج بها لأن ليس لديها ثدي! و أصبحت منغلقة على نفسها، و متشائمة، و مكتئبة، و دفنت كل أحلامها... و لعل أحد أهمها كان هو الزواج و إنجاب أطفال يملؤون عليها حياتها. بل و الأمر من ذلك، هو أن عدوى هذه المشاعر السلبية انتقل الى والديها و كل إخوتها فأصبحت كل العائلة تحمل معاناة البنت و الأخت. قصتها هذه روتها لي أختها و هي تبكي بشدة و كأنها المصابة بداء السرطان! و من قال أن المصاب بداء السرطان يقضي حياته في البكاء على ما أصابه؟ سيدتي، جففي دموعك و ارفعي رأسك... أنت لست جسدا فقط! أنت لست هذا الجسد الذي حدد له بعضهم مقاييس للجمال، و اعتبروه سلعة، و أصبحت الشركات لا تستطيع ترويج منتوج لها دون وضع صورة امرأة عليه...
أنت سيدتي أسمى من ذلك... أنت روح و عقل و قلب و جسد... أنت التي نفخ الله فيك من روحه لتعيشي معاني السمو في هذه الحياة الدنيا... أنت مشاعر فياضة من الرحمة و الحنان و الحب و هبها الله لك لتكوني الأم الرحيمة و الزوجة الحنون والبنت البارة و الأخت المصونة... أنت المسلمة الصائمة القائمة المتطهرة الطيبة... أنت دعوة حية الى الإسلام بأخلاقك و سلوكك...
سيدتي، أنت الأقوى بإيمانك بالله و اتباعك لسنة النبي محمد صلى الله عليه و سلم...
سيدتي، أنت الأجمل بحجابك و وقارك و حشمتك و عفافك...
سيدتي، عيشي حياتك و لا تهتمي بكلام الناس، و ليكن هدفك المطلق في هذه الحياة هو إرضاء الله سبحانه و تعالى فهذه الدنيا لا تساوي عند الله جناح بعوضة فلا تهتمي لها أكثر مما تهتمي بجناح بعوضة... إهتمي بيوم عرض أعمالك على الله عز و جل: ماذا أعددت لهذا اليوم؟ بماذا ملأت صحيفة أعمالك؟ ترى أي عمل قمت به في هذه الحياة الدنيا سيشفع لك عند ربك؟ من أجل ذلك، سارعي إلى التوبة من جميع الذنوب و المعاصي، و اطلبي السماح ممن أخطأت في حقهم وردي المظالم إلى أهلها،و سامحي من أخطأ في حقك، و أكثري من الطاعات، و بادري إلى القيام بالأعمال الصالحة...
سيدتي، إعملي من أجل أن يكون إسمك نداء نجدة لمن حولك: اكفلي يتيما، نفسي كربة مكروب، عودي مريضا،إقضي حوائج عجوز، اطرقي أبواب جمعية تنشط في مجال يهمك، مارسي هواية، تعلمي مهارات جديدة و لو اقتضى الأمر العودة الى صفوف الدراسة، تعلمي القرآن و علميه... و أنا متأكدة أنك اذا بحثت في محيطك فستجدين فرصا كثيرة للعطاء و التميز...
سيدتي، كوني رقما صعبا يصعب نسيانه و يترك بصمة في هذه الحياة و لا تكوني رقما سهلا لا يعلم أحد بوجوده و هو مازال على قيد الحياة فمابالك اذا غادرها...
سيدتي، قومي و انتفضي فأنت الأقوى.
سيدتي، امسحي دموعك و ابتسمي للحياة فأنت الأجمل!
أضف تعليقك
اهداء
الجمعة 21 أكتوبر 2011 - 18:37
إلى أمي الملاك التي لم أحتمل رؤية دموعها وأنا أخبرها أني مصابة بدا...