إنها الإجراءات

الإثنين 30 يناير 2012 - 10:19

أنا لن يقتلني السرطان، أنا ستقتلني الإجراءات و إليكم الدليل و البرهان.

يوم الخميس 15 شتنبر : يخبرني الطبيب الرئيسي الذي يشرف على علاجي أنه يمكنني الآن إجراء عملية جراحية و علي الاتصال بالطبيب الجراح الذي سيجري لي العملية.

يوم الجمعة 16 شتنبر : أزور الطبيب الجراح الذي يفحصني و نقرر إجراء العملية الجراحية يوم الجمعة المقبل.

يوم الاثنين 19 شتنبر : أتصل بشركة التأمين التي ستتكلف بتغطية نسبة مهمة من مصاريف العملية الجراحية و أسلمها الوثائق اللازمة لذلك . تخبرني العاملة هناك أن أتصل يوم الثلاثاء على الساعة الرابعة و النصف لمعرفة الجواب.

يوم الثلاثاء 20 شتنبر : أتصل بشركة التأمين على الساعة الرابعة و النصف فتخبرني العاملة هناك أنه ليس لديها أي جواب بعد و يمكنني الاتصال يوم الأربعاء على الساعة العاشرة صباحا.

يوم الأربعاء 21 شتنبر : أتصل بشركة التأمين بعد العاشرة صباحا ، لا أحد يجيبني أنتظر برهة وأعاود الاتصال : لا أحد يجيبني . ثم أقرر الذهاب إلى عين المكان، هناك، تخبرني العاملة أنه علي القيام بفحص مضاد عند أحد الأطباء المعتمدين لديهم و تسلمني رسالة علي تسلميها لذلك الطبيب مع إشارة لرقم هاتف الطبيب و ذلك لكي أخد موعدا قبل الذهاب عند الطبيب.

و نظرا لحرصي على ربح كل ثانية، قررت إجراء الفحص المضاد في اليوم نفسه. هاتفت الطبيب المعتمد لدى شركة التأمين فتجيبني سيدة و عندما أخبرها أني أريد موعدا مع الطبيب تخبرني أنه لا يوجد في هذا الرقم عيادة طبيب فأدرك أن الرقم خطأ. فأتصل باتصالات المغرب لمعرفة رقم هاتف الطبيب المعتمد من طرف شركة التأمين. عند نهاية زيارتي للطبيب المعتمد، سألته بكل عفوية و سذاجة هل يمكنه أن يسلمني التقرير لأسلمه في أول ساعات الغد لشركة التأمين. يطمئنني بأن يخبرنني بكل ثقة بأنه سيكون أسرع مني في تسليم التقرير ولا يجب أن أقلق بشأن ذلك.

و طوال طريق العودة، وجدتني أطرح على نفسي الأسئلة التالية: لماذا الفحص المضاد ؟ ألا تكفي كل تقارير الأشعة و التحاليل التي أدفعها لشركة التأمين منذ بداية إصابتي بهذا المرض و ذلك طيلة الأربع أشهر الماضية ؟ أم هل يوجد مريض يمكن أن يتلاعب بالوثائق و التقارير ليبتز شركات التأمين؟ أم هل هي أزمة ثقة بين الأطباء؟

طرحت عل نفسي أسئلة عديدة لمعرفة لماذا علي القيام بهذا الفحص المضاد الذي لم يكن يعني لي إلا شيئا واحدا: إضاعة وقت ثمين أنا في حاجة إليه. كل هذه الأسئلة كانت تملك جوابا واحدا... إنها الإجراءات.

يوم الخميس 22 شتنبر : انتظرت مرور ساعات بدت لي طويلة جدا ثم هاتفت شركة التأمين لمعرفة الرد على طلبي. أجابتني العاملة بشركة التأمين بأنه علي القيام بالفحص المضاد أولا و عندما أخبرتها أني أجريت أمس الفحص المضاد. أخبرتني بأنهم لم يتوصلوا بتقرير الطبيب بعد. وأمام محاولتي أن أشرح لها أني اتفقت مع الطبيب الجراح على إجراء العملية الجراحية غدا. أخبرتني أن الطبيب المعتمد لديه أجل 48 ساعة لتقديم تقريره و أنهت المكالمة بأن قالت لي :إنها الإجراءات. بعد ذلك هاتفت الطبيب الجراح و أخبرته أني لن أتمكن من إجراء العملية الجراحية غدا لأني لم أتلق بعد جواب شركة التأمين.

أمام هذه المستجدات، أخبرني بأن أهاتفه عندما أصبح جاهزة لإجراء العملية الجراحية و ذلك من أجل تحديد موعد آخر للعملية الجراحية.

كنت أعتبر نفسي حالة مستعجلة تهم الأطباء و شركة التأمين و أن الكل يبذل جهده لربح ثانية من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه. ولكن أمام هذه الإجراءات و الوقت الثمين الذي تمتصه من عمري وأمام برودة كل المعنيين بتسريع  وثيرة الإجراءات ، استسلمت للأمر الواقع الذي أبان و أكد لي حقيقتين:

الحقيقة الأولى : إني حالة مستعجلة لا تهم إلا نفسها.

الحقيقة الثانية : أنا شخص عادي و الإجراءات ستطبق علي كما تطبق على كل الأشخاص العاديين.

أمام هاتين الحقيقتين، لم يكن أمامي إلا الصبر و الانتظار وواسيت نفسي بأن قلت لها بأني على الأقل، أملك تغطية صحية بينما هناك العديد من المصابين بهذا المرض الذين لا يملكون تغطية صحية و لا يملكون المال الكافي لتغطية مصاريف العلاج.

في النهاية أنا لن يقتلني لا السرطان و لا حتى الإجراءات... أنا سيقتلني أجلي فقط.


قال الرسول (ص) : "من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسر ، يسر الله عليه في الدنيا و الآخرة ، ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا و الآخرة، و الله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه".

من نحن

Logo

نا راضية.نعم، راضية بقضاء الله و قدره. ففي يونيو 2011، أصبت بمرض السرطان. ولقد حاولت في من هذا المرضأنا راضية.نعم، راضية بقضاء الله و قدره. ففي يونيو 2011، أصبت بمرض السرطان. ولقد حاولت في من هذا المرض أنا راضية.نعم، راضية بقضاء الله و قدره. ففي يونيو 2011، أصبت بمرض السرطان. ولقد حاولت في من هذا المرضأنا راضية.نعم، راضية بقضاء الله و قدره. ففي يونيو 2011، أصبت بمرض السرطان. ولقد حاولت في من هذا المرضأنا راضية.نعم، راضية بقضاء الله و قدره. ففي يونيو 2011، أصبت بمرض السرطان. ولقد حاولت في من هذا المرض أنا راضية.نعم، راضية بقضاء الله و قدره. ففي يونيو 2011، أصبت بمرض السرطان. ولقد حاولت في من هذا المرض

أنا راضية.نعم، راضية بقضاء الله و قدره. ففي يونيو 2011، أصبت بمرض السرطان. ولقد حاولت في من هذا المرضأنا راضية.نعم، راضية بقضاء الله و قدره. ففي يونيو 2011، أصبت بمرض السرطان. ولقد حاولت في من هذا المرض أنا راضية.نعم، راضية بقضاء الله و قدره. ففي يونيو 2011، أصبت بمرض السرطان. ولقد حاولت في من هذا المرضأنا راضية.نعم، راضية بقضاء الله و قدره. ففي يونيو 2011، أصبت بمرض السرطان. ولقد حاولت في من هذا المرضأنا راضية.نعم، راضية بقضاء الله و قدره. ففي يونيو 2011، أصبت بمرض السرطان. ولقد حاولت في من هذا المرض أنا راضية.نعم، راضية بقضاء الله و قدره. ففي يونيو 2011، أصبت بمرض السرطان. ولقد حاولت في من هذا المرضأنا راضية.نعم، راضية بقضاء الله و قدره. ففي يونيو 2011، أصبت بمرض السرطان. ولقد حاولت في من هذا المرضأنا راضية.نعم، راضية بقضاء الله و قدره. ففي يونيو 2011، أصبت بمرض السرطان. ولقد حاولت في من هذا المرض أنا راضية.نعم، راضية بقضاء الله و قدره. ففي يونيو 2011، أصبت بمرض السرطان. ولقد حاولت في من هذا المرضأنا راضية.نعم

، راضية بقضاء الله و قدره. ففي يونيو 2011، أصبت بمرض السرطان. ولقد حاولت في من هذا المرضأنا راضية.نعم، راضية بقضاء الله و قدره. ففي يونيو 2011، أصبت بمرض السرطان. ولقد حاولت في من هذا المرض أنا راضية.نعم، راضية بقضاء الله و قدره. ففي يونيو 2011، أصبت بمرض السرطان. ولقد

تواصل معنا

contact@khawater.net